ستوكويل داى" والصهيونية"
بقلم: محمد شريف كامل
19 مايو 2001
لا تمر سوى عدة أيام
و نرى الكثير من السياسين بمختلف مستوياتهم يتسابقون على مد يديهم للصهيونية
العالميه وممثليها على الساحة الكندية، كما هو الحال على عديد من الساحات
العالميه. و قد تكررهذا فى الأيام السابقة- و كما يحدث فى كل عام- من تسابق على
إلقاء الكلمات أمام ممثلى الصهيونية العالمية فى ذكرى ما يدعون و يسمونه إستقلال
كيانهم، والعجيب هنا إستخدام الإستقلال فى حد ذاته ككلمة ، حيث يصورون للعالم أنهم
كانوا كيان و أن هذا الكيان أحتل من إنجلترا وقد قاوموا ذلك اللإ حتلال حتى أعلنوا
إستقلالهم.
وفىهذا العام وفى تلك
المناسبة المؤلمة ذات الحقيقة المقلوبة، تطوع الوزير الأول لكوبيك السيد برنارد
لاندرى بتشبيه معاناة اليهود لإقامة دولتهم بمعاناة سكان كوبيك لنيل إستقلالهم وهى
ليست نغمة جديدة، و لكنها مقذذة أن تصدر عن الوزير الأول فى مقاطعتنا، فى الوقت
الذى يموت كل يوم أطفالنا و أمهاتنا برصاص هؤلاء المحتلين ومن أموال يدفعونهاممثلي
الصهيونية العالميه لتمويل إحتلال أراضينا و قتل وتشريد أهلنا.
و تسابق مع لاندرى
زعيم المعارضه الفيدرالي، ذلك المفلس
ستوكويل داى والذى لا يحظى بالإحترام داخل أو خارج حزبه ، ذلك المدعى الذى
وقف فى تجمع مماثل ليقول أن الفلسطينيين هم المسؤلون عن العنف لإصرارهم على
الإرهاب وأن واجبنا أن نؤيد إسرائيل فى كل
ما تقوم به لتمسكههم بالأخلاق والقيم.
فهذا المدعو داي ليس
سوى عنصرى جديد من رموز العنصرية الجديدة التى تمتد أثارها فى شمال أمريكا و تمتلئ
قلوبها بالكراهية، والفارق بين داي ولاندرى أن الأخير سياسى يحاول الحصول على دعم
من أصحاب النفوذ ويعلم أن اليهود هم أصحاب النفوذ، و لكن فى مخاطبته لود الصهيونية
يحاول أن يكون متحفظا حتى لا يخرج عن كونه كما يدعون صاحب رأىووزير يجامل ناخبيه ،
و أحيانا يعتبر ذلك ..... سياسيا أمر مقبول.
أما ذلك المسمى داى فهو رمز
واضح للعنصرية و الإنتهازية معا ، وقد داوم على ذلك القول المقذذ طوال حياته وهو
ممن يتصورون أنهم بذلك يخدمون المسيحية وهو في ذلك ينهج ذات نهج المسيحية
الصهيونية، وهو ممن يحتاجون إلىالتذكير بقول بشارالأسد فى إستقبال البابا بولس حيث
ذكر العالم كله بإن هؤلاء هم قتلة الأنبياء و هم خونة المسيح عليه السلام.
إن داى والذى وصل إلى
حد أن أعضاء حزبه تمردوا عليه ، يستحق أن يقدم للمحاكمة بتهم عديدة، على
رأسهاالعنصرية وبث الكراهية فىالنفوس.
ولكن كل ذلك ليس إلا تعبير واقعى عن عجزنا نحن العرب
والمسلمون فى بناء الشخصية المؤثرة فى الرأى العام و تركنا الساحة مفتوحة لهؤلاء
الصهاينة الذين حولوا العالم كله إلى أضحوكة ومسخه لا تزيد عن كونها دمى تحركها من
وراء الستار، وهذا ليس عيبا فيهم فهم حركة عنصرية تم بنائها عبر التاريخ وفقا
لمخططات وأساليب وأهداف واضحة ومحددة، ولكن العيب كل العيب فينا نحن وقد إستسلم
البعض منا وأصبح لعبة فى أيدىالصهيونية وغالبيتنا تحول إلى كتلة صامتة ، قد تثور
ولكن ثورتها محدودة ونفسها قصير. و لذلك فتأثيرها ضعيف و لا تعبأ لها دول العالم
حتى لو ثارت، فهى ليست إلا ثورة غضب ما تنفض حتى تعود لما كانت عليه.
ولكن الحل ولا شك
يكمن فى التنظيم و قدرتنا على توحيد جهودنا ووقف النفاق الداخلى والذى فاق الحدود،
حيث كلامنا لا يطابق فعلنا و كلنا نردد ذات الكلام و كلنا لا يعمل حقا على توحيد
الجهود الذى لا بديل له ولا عنه حتى نصل إلى وحدة حقيقية تحقق لنا قوة الضغط
الإقتصادى التى سوف تجبر هؤلاء المنافقون على تغيير قبلتهم والحضور يوم 15 مايو من
العام القادم لتأييد حقنا فى الكفاح المسلح لتحريرأراضينا ويومها سوف تتحرر الأرض
بالقوة وليس بالنفاق، ويومها سوف لا يستطع أمثال داي أن يقول أن الفلسطينيين هم المسؤلون عن العنف لإصرارهم
على الإرهاب وأن واجبنا أن نؤيد إسرائيل
فى كل ما تقوم به لتمسكها في مواجهه الإرهاب بالأخلاق والقيم.