من يمثل المسلمين و من يعبر عنهم؟
بقلم: محمد شريف كامل
6 أكتوبر 2001
الموضوع
شائك وحساس ولكن لو داومنا على المواراه لكنا جميعا ضحايا النفاق والمداهنة، الأمر
ليس إلا فكرة رائعة طرحت بإجتماع عام لممثلى الهيئات والجمعيات الإسلامية فى
مونتريال يوم -13 أيلول سبتمبر- بهدف مناقشة الأوضاع الحالية للمسلمين عقب الحملة
المسعورة للإعلام ضد المسلمين والعرب، كانت الفكرة البسيطة هى خروج جريدة
الهجرة فى عدد خاص باللغتين الفرنسية
والإنجليزية، لتخاطب غير المسلم وتنقل له وجهة نظر المسلمين فى تلك الجريمة البشعة
على الإناس المسالمين في الولايات المتحده وغضب المسلمين من الحملة المسعورة ضدهم
.
قبلت الفكرة
سريعا وبحماس شديد، وشكلت لجنة فورية لذلك الأمر وإجتمعت تلك اللجنة فورا
عقب الإجتماع العام وإتخذت الخطوات التنفيذية اللازمه، وتم إبلاغ المنسق العام
للجمعيات بتلك القرارات وكذلك الخطوات التنفيذية جميعها، وصدرت الجريده عقب عمل شاق لمدة خمسة أيام
فقط قام به أربعة أفراد منفردين متطوعين
وللأسف تراجع العديدون عن الدور الذي وعدا القيام به، وكذلك عن التمويل الازم للمشروع ، وإذا أخذنا في الأعتبار بأنه
قد تم دعوة الجميع لحضور كافة الإجتماعات وتحمل المسؤليات، وتم إبلاغ موعد
المراجعة الأخيرة للعدد قبل الإعداد للطبع، ولم يحضر العديد من الذين قد سبق
وتحمسوا وتطوعوا للعمل، ولكن يبدو أنهم قد تصورا أن العدد سوف لا يصدر إلا
بمباركتهم وإلا فلا يصدر.
إن الغرض من
نشر ذلك التقرير المختصر-ودون الدخول في
تفاصيل لا تصلح للنشر - إن الغرض من النشر
هوأن يعرف الجميع ما الذي يدور فى وقت عصيب، حيث يتم الإتفاق على أمور بالغه
الأهميه بعد حوارات طويله معقدهْ ثم يتراجع البعض عن أداء أدوارهم دون مبررا
فتهدر الجهود والطاقات المبذوله.
إن ذلك
العمل الذى تلقته أيديكم ورحب به الكثيرون من غير المسلمون أوالعرب فى 20 الف نسخة
تم إصدارها عقب الأحداث بعشرة أيام كانت نتاج جهد غير عادى قام به متطوعين غير
متفرغين، شمل ساعات عمل طويلة إمتدت لساعات متأخرة من الليل، لصالح هدفا واحدا
ومحددا وهو وصول الصوت الصحيح المعبر عن جموع المسلمين ، والرد على الإسفاف الذى
دأبت على نشره وسائل الإعلام منذ 11 سبتمبر وحتى يومنا هذا، ومثل أي عمل نجد أوجه
للقوة وأوجه للضعف ولكنه كان المعبر عن ما يدور فى عقول المسلمين فى مونتريال
والرد العملى على أجهزة الإعلام المسيطرعليها من قبل الصهيونية وأعوانها فى أمريكا
الشمالية، وكان رد الفعل العملى على
كل ذلك هو صدور ذلك العدد الذي يعتبر التجربه الأولى في أمريكا الشماليه ككل.
لقد صدر العدد بدعم من ستة جمعيات فقط وبعض الأفراد من
مجموع أربعون جمعية إسلامية ومسجد فى مونتريال ومائة ألف مسلم، إن الكلام فى أعداد
المسلمون والجمعيات الإسلامية، أثبت وللأسف أنه عدد فقط لا يمثل أي رابطة أو قوة إجتماعية أو إقتصادية،
هو مجرد عدد يعبر مثلما يعبر عن عدد المسلمين فى العالم الذين يقتربون من ربع سكان
العالم وهم لا يمثلون أى وزن سياسيا على الإطلاق، والسبب هو العبث التى يصور للبعض
أنهم بإنفرادهم بالقرارات ينفذون إرادة
المسلمين، والحقيقة للأسف انهم يوقعون بهم أكبر الضرر( ضررا بالمسلمين وضررا
بالإسلام) بتغييبهم وتغييب الجالية الإسلامية عن الواقع السياسى.
إن العمل قد تم و نعتقد والله أعلم أنه قد عبر بصورة
جيده عما يدور فى وجدان المسلمين من حيث رفضهم للجريمة ورفضهم إلصاق التهمه بهم،
ولذلك ,و
لتلك الظروف بالغه التعقيد التي نعيشها، فقد حان الوقت لأن يتحد المسلمون وأن
يتحدث بإسمهم من يحمل تفويض منهم، وأن يتحدث عنهم من يعبرعن رغبتهم وليس عن رغبات
أفراد محدودن يرون ما يرون من منظارهم الشخصى.
لقد تحولنا إلى جالية مريضة معتلة لا تفرق بين الصواب
والخطأ، تعجز عن تنصيب قيادتها ومحاسبتهم، لقد أصبحنا صورة مثالية لمجتمعات
المسلمين فى الشرق، ولم نحقق جوهرالإسلام فى التعاون وإنكار الذات، ولم نأخذ
بأسباب المدنية من الديمقراطية و المحاسبة والصراحة التي هي أساسا من أسس الإسلام، إن عمر إبن
الخطاب - رضى الله عنه- خاطب في المسلمين يوم ولى أمرهم داعيا إياهم إلى تصحيح إي
عوج منه وتقويمه، ولقد دعانا الله عز وجل بأن نغير المنكر، وما أري منكرا أكثر من
ذلك الذي يفتت وحدة المسلمين ويهدر طاقاتهم ويتحكم فى مقدراتهم بغير وجه حق.
أما حان لتلك الجالية وللأمة كلها أن تشفى من علتها
وتخرج لمستقبل مشرق من وسط الظلمات التى تعيشها ليل نهار.
0 Comments:
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home