Monday, October 1, 2001

المسلمون والعرب تحت الحصار بقلم: محمد شريف كامل


المسلمون والعرب تحت الحصار


بقلم: محمد شريف كامل
1 أكتوبر 2001


لقد كانت أحداث 11 سبتمبر 2001 بكل مرارتها وكل قسوتها هى مؤلمة لكل العالم الذى لم يدرك حتى الأن ماذا تعنى تلك الأحداث، وشدة الألم كانت ولا شك كامنة أكثر فى قلب كل مسلم وعربى فىالعالم، لأنهم تألموا للحدث، ثم تألموا لتلقيهم الضربات والطعنات في عقيدتهم و أصلهم على المستوى المحلى والعالمى.

لقد نظر غير العرب والمسلمين لنا على أننا دخلاء على ذلك المجتمع، وأصبحنا مصدر شك وأصبح على كل مسلم وكل عربى أن يرفع لافتة تدين الهجوم  والإرهاب، وأصبح علينا أن ندفع ثمنا لجريمة لم نرتكبها، ولكننا حملنا لون بشرة وأسماء من تشير إليهم الشبهات. لقد اصبح على كل عربي وكل مسلم أن يخرح للأعلام مبررا إرتباطه بالإسلام وأنه لا يقترن بأى حال بالإرهاب، و هل علىكل كندى أن يدافع عن جنسيته و يسعى لتبرئة بني وطنه لأن بعض العصابات تحمل الجنسيه الكنديه.

إن تلك الهجمة الشرسة على الإسلام وعلى المسلمين والعرب قد أدت وللأسف إلى أثار نفسية سيئة داخل نفس كل منا، ولنعود للحظة الأولى حيث إتهمنا بأننا لم نتألم ولم نتأثر بذلك الحادث البشع. إن كل منا ولا شك شعر بالألم والمرارة لذلك الحادث لعدة أسباب على رأسها الواقع غيرالإنسانى للجريمة البشعة، ولكن السؤال لماذا لم يبدو على وجهى الحزن وإن كان يملأ قلبى وهذا ما كان يجب أن نحلله بوضوح و صراحة !

  فطوال الستون عاما الماضية وكل عربى يشعر بالحزن والمرارة لما يحدث على أرض فلسطين، لقد عشنا طفولتنا مليئة بالحزن والألم لكل عربى طرد من أرضه و ظلت السنوات تمر وكل يوم قصة جديدة لألم جديد لطفل فقد أهله وبيته وتاريخه، وأصبح بلا هوية ولا أمل فى المستقبل، لقد عشنا مرارة فقدان مئات الألاف من العرب بين قتلى و جرحى ومحطمين نفسيا، حتى إعتادت عقولنا وملئت قلوبنا بالألم، وتوالت السنوات وذادت الأزمة وأصبح فى الأعوام العشرة السابقة صورة طبيعية لأعيننا أن نرى منازل تهدم بالدبابات وأطفال لا ينامون من قصف الطائرات ونساء يتسوقون وسط حصار الدبابات وشباب ورجال لا مجال لهم للعلم أوللعمل وكتب عليهم ن يسقطوا صرعى الظلم والمهانة الدائمة.

إن كل ذلك قد تخلل عقولنا و قلوبنا فأصبح معه  زلزال 11 سبتمبر 2001  رغم قوتة "حادثة"  وهو ولا شك ليس بحادثة عاديه، ولكن عندما يموت الإنسان و يرخص دمه فى أعين العالم، لماذا يكون من الضرورى أن نعلن حزننا و نظهره وقد أظهرناه مرارا من قبل ولم نجد من يواسينا طوال تلك السنوات فى كل قتلانا وجرحانا وأيتامنا، إن ضحايه ذلك الهجوم هم أيضا قتلانا وجرحانا وأيتامنا، ولكن من  فقد أب وأم وأبن قد لا يجد دمع يسكبه على أهل الحي.

رغم كل ذلك و لأننا جزء أساسى من ذلك المجتمع، حزنا وتالمنا ورفضنا ذلك الجرم البشع وتحملنا مع حزننا هذا كل الهجمات علينا من إعتداءات، وكان أخطر تلك الإعتداءات تلك الحملة التشويهية التى تقودها أجهزة الإعلام المغرضة التي حددت العدو وبدأت حملة التشهيرأمام العالم كله وأ سعدت بذلك العدو، و بدأ الموتورون - و كرد فعلى طبيعى - بدأوا يخرجون ليهاجموا المساجد و يتعرضوا للنساء المحجبات و يقتلوا حتى السيخ. إن سقوط الإعلام - الذى يدعى نزاهته و حريته - فى تلك الحملة المسعورة لتشويه الإسلام والعرب، هو و لا شك يجب أن يتحول فى عقولنا وقلوبنا إلى الضرورةالملحة فى أن يكون كل فرد مناعبارة عن  وسيلة إعلام فى عمله وفى مدرسته و فى كل ساعات يومه ليكون خير صورة للمسلم العربى.

نحن واضحون رغم كل تلك المضايقات فنحن جزء من هذا المجتمع ولا يحق لأى كائن أينكان أن يحاول عزلنا ولا يجب أن نخضع نحن لتلك الحملة الهادفة لعزلنا وفصلنا عن مجتمعنا، إن الأمر وصل إلى حد أن إحد  المسلمين وأسمه "أسامه" تقدم بطلب لتغير أسمه إلى أسم كندي، وهنا أحي السيده أليكسه ماكدونه رئيسه الحزب الديمقراطي التي قالت إننا يجب أن ندرك أن  "أسامه"و"محمد" أسماء كنديه وليست أجنبيه عن كندا.

 و لهذا فمن الواجب علينا أن لا ننهزم أمام تلك الحملة وأن نظل على وعينا وعلى إدراكنا لأننا مواطنون لنا كل الحقوق وعلينا كل الواجبات، فإسمى ودينى ولون بشرتى لا يغير من حقيقة أننى كندى، وعلى كل منا أن يسجل أو يبلغ عن أى عمل يتعرض له وعلينا أن نكون فعالين واضحين فى دورنا داخل المجتمع، إن أحد المحاك القوية القادمة أمامنا هى تلك الإنتخابات القادمة للبلديات فى كوبيك، ففيها يجب أن يرى كل العالم عبر كل الوسائل المتاحة كيف نمارس نحن وأبنائنا وبناتنا دورنا فى بناء المجتمع المدنى الحر بالمشاركة الفعالة الإيجابية، فتلك هى الصورة التى نرد بها على حملة التشويه والطعن المسعوره.

أما حان لتلك الجالية وللأمة كلها أن تشفى من علتها وتخرج لمستقبل مشرق من وسط الظلمات التى نعيشها ليل نهار.



0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home